التوجه إلى بيت المقدس ثم تحويل القبلة إلى الكعبة وما في القصة من دروس وفوائد. ووقفات مع علم المعاملة وثمرة الانقياد والاذعان لله جل وعلا. وأدب التعامل عند ورود البلاء.
قال الله جل جلاله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. مقامات الناس ودرجاتهم عند الله، وكيف يكون عليها حسابهم. ثم تحذير من الربا، ومن الضلال بعد الهدى، والتلفت عن الله جل جلاله او إرادة غيره.
محاضرة تدلك على طريقةِ تحمّلك أمانة دين الله وكيفية نشرها.. محاضرة تنير لك الطريق إلى الله بكل معالمه، وتشرح لك كيف تنير لغيرك ذات الطريق.. فدونك الاستماع والاستفادة لعل الله يكتبك من الناجين.
قال صلى الله عليه وسلم: امسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك. ليكن همك الوحيد هو إقبالك على شانك والانزواء في بيتك إلا من قول خير أو فعل خير... تعلم من هذه الخطبة كيف يسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة
ننوه على استمرار السير ، فإن الطريق إما صاعد أو نازل ، إذا وقفت وقعت وإذا وقعت فستقع في القاع . تجد كثيرا من الناس من يتوب ثم يرجع ويتوب ويرجع وهكذا. وكثرة المحاولات الفاشلة قد تصيب الإنسان باليأس ، والسبيل إلى الاستمرار هو دوام التعلم . ستظل تتربى وتتزكى إلى أن تموت . فلابد من الاعتقاد أننا دائما نحتاج للزيادة وتصحيح الايمان والاسلام . فإن شيخ الإسلام ابن تيمية مع عظمة علمه وعمله وزهده وجهاده وسيرته في الدعوة يقول ما معناه أنه يصحح اسلامه كل يوم منذ أربعين . ومن ظن غير ذلك كان اسلامه في خطر . تحدثنا في المحاضرة الماضية عن الاجتباء وأنه يكون إما ابتداءً من الله تعالى ، أن يصطفي الله عبده ويستخلصه ويختاره . وإما أن يسعى العبد لتحصيل الاجتباء وذلك بالتذكر والإنابة والهداية ثم الاجتباء . و هذا الدرس عن منزلة الإنابة في ثلاثة عناصر وهي : الرجوع إلى الحق إصلاحا كما رجع اليه اعتذارا ، والرجوع اليه وفاء كما رجع اليه عهدا ، والرجوع إليه حالا كما رجع إليه إجابة . لتعرف المعاملة لا بد أن تعرف مع من تتعامل . لذلك عندما تخطئ لابد أن تعتذر فإن الله يعلم كل شيء . وينبغي ان تعلم أن الله يحب أن يتملقه العبد . والرجوع إلى الحق إصلاحا كما رجع اليه اعتذارا يكون بالخروج من التبعات والتوجع على العثرات واستدراك الفائتات . فإن لكل خطأ تبعة كبرت أو صغرت ، والمشكلة في الخروج من التعبات قد لا يكون ذلك سهلا ، فإن الله قد يسامح في حقه ولكن لا يسامح في حق الغير . والرجوع إليه وفاء كما رجع إليه عهدا بعانصر منها التخلص من لذة الذنب . وقد حقق رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى درجات الوفاء مثل وفاءه لأمنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها .
والعلم بثبوت هذين الوصفين مستقر في الفطر، والله تعالى له الأسماء الحسنى لا يفنى ولا يبيد ،إقرار بدوام بقائه سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27)) (الرحمن).