قال الله جل جلاله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. مقامات الناس ودرجاتهم عند الله، وكيف يكون عليها حسابهم. ثم تحذير من الربا، ومن الضلال بعد الهدى، والتلفت عن الله جل جلاله او إرادة غيره.
محاضرة تدلك على طريقةِ تحمّلك أمانة دين الله وكيفية نشرها.. محاضرة تنير لك الطريق إلى الله بكل معالمه، وتشرح لك كيف تنير لغيرك ذات الطريق.. فدونك الاستماع والاستفادة لعل الله يكتبك من الناجين.
قال صلى الله عليه وسلم: امسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك. ليكن همك الوحيد هو إقبالك على شانك والانزواء في بيتك إلا من قول خير أو فعل خير... تعلم من هذه الخطبة كيف يسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة
ليت شعري كيف يلقى الله من أخذ إليه رغم أنفه ، فإن من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . روي أن ابن عباس رضي الله عنه حين كبر في السن وفقد بصره مر على قوم يمترون عند حلقة لهم عند باب ابن ابي شيبة فقال لمن معه أمر بي إلى حلقة المراء . فأرادوه الى الجلوس فأبي ثم قال لهم انتسبوا إلى أعرفكم فانتسبوا . فقال : اما تعرفون ان لله عبادا اسكتتهم الخشية من غير عي ولا بكم ، انهم لهم الفصحاء النطقاء البلغاء العلماء بأيام الله ، الا انهم اذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم ، فاذا استفاقوا سارعوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، فأين انتم منهم . فلم ير بعد في هذه الحلقة منهم أحد . إن اعتزازنا وفخرنا أن عظمة الله في ديننا موجودة ، والنصوص الدالة على ذلك من القرآن والسنة كثيرة جدا ، قال تعالى : ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمنه . ثم عودة إلى منزلة البصيرة وهي ما يخلصك من الحيرة . مثلا ففي قصة المسيح الدجال انه يقتل رجلا صالحا فيقسمه بالسيف إلى جزلتين ويمشي بينهما ثم يأمره بأن يقوم فيقوم فيقول له هل علمت الآن اني انا ربك ؟ فيقول ما ازددت فيك الا بصيرة انك انت المسيح الكذاب الأعور هكذا علمنا رسول الله انك ستفعل هذا . والدرجة الاولى من البصيرة أن تعلم أن الخبر القائم بتمهيد الشريعة قائم عن عين لا يخاف عواقبها . فبالصيرة يوقن العبد بالعواقب طالما انها من الله . ثم وقفة مع الهداية والمراتب الثلاث الأول منها خاصة بالأنبياء وهي التكليم والوحي وارسال الرسول الملكي ثم التحديث والافهام . وأن الصديق اكمل من المحدث لأنه استغنى بكمال صديقيته عن الالهام والتحديث والكشف .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ ، وما أصابَكَ لم يَكُن ، ليُخطِئَكَ. وقول المصنف رحمه الله: وهذا جملة ما يحتاج اليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم. ثم قوله تعالى ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رقم.