نصائح غالية عن العزلة والسكون والصمت لذوق طعم الأنس بالله في ظل اختلاف سعي الناس، وذكر الله في النفس، وأن تعمل ليوم فقرك، يوم يأت الله بك. وقصة الرجل الذي أمر أولاده إذا ما مات أن يحرقوا جسده وينسفوه.
قال الله جل جلاله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. مقامات الناس ودرجاتهم عند الله، وكيف يكون عليها حسابهم. ثم تحذير من الربا، ومن الضلال بعد الهدى، والتلفت عن الله جل جلاله او إرادة غيره.
محاضرة تدلك على طريقةِ تحمّلك أمانة دين الله وكيفية نشرها.. محاضرة تنير لك الطريق إلى الله بكل معالمه، وتشرح لك كيف تنير لغيرك ذات الطريق.. فدونك الاستماع والاستفادة لعل الله يكتبك من الناجين.
قال صلى الله عليه وسلم: امسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك. ليكن همك الوحيد هو إقبالك على شانك والانزواء في بيتك إلا من قول خير أو فعل خير... تعلم من هذه الخطبة كيف يسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من ورائكم ايام الصبر للمتمسك يومئذ بما انتم عليه أجر خمسين منكم . وان الصبر هو أخص صفات الصالحين . والصبر لا يستطاع إلا بالله لقوله تعالى واصبر وما صبرك إلا بالله . والصبر حلو يذهب مرارة الألم . هذه اصول أربعة نأخذها في الحديث عن الصبر ، وهو على ثلاثة درجات ، التصبر : وهو افتعال الصبر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يتصبر يصبره الله. ثم الصبر وهو تحمل المشقة وتجرع الغصة والثبات على ما يجري من الحكم . وهو نوع سهولة تخفف على المبتلى بعض الثقل وتسهل له صعوبة المراد . ثم الاصطبار : وهو التلذذ بالبلوى والاستبشار باختيار الله تعالى للعبد . فكيف يتأتى الصبر . أولا ان تعلم يقينا ان الصبر نصف الدين . فمنازل الإيمان كلها بين الصبر والشكر . قال تعالى ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور . فالصبر يستلزم الشكر والشكر يستلزم الصبر . والنعمة تستلزم الصبر عن مباشرة الأسباب التي تؤدي إلى زوالها ، والصبر على الأسباب التي تؤدي إلى حفظها ، فالمنعم عليه قد يكون أحوج إلى الصبر من حاجة المبتلى . والبلاء يستلزم الشكر . يقول فضيلة الشيخ حفظه الله أنه عاد مريضا فقال له اشكر الله ، اشكر نعمة ان لك رب تقول له يا رب . ان من أعظم النعم علينا نعمة الإسلام ، ومعرفة الله في دين الإسلام . وتذكر قول الله جل ثناؤه في الحديث القدسي : أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ، يا بني اشكر الله . ذكر الصبر في القرآن كثيراً ، يمدح أهله ويثنى عليهم ويأمر به وتذكر ثمراته العظيمة . إن الصبر سبب في كل كمال ولم يتخلف أحد من كماله الممكن الا بنقصان صبره . فكمال العبد بالعزيمة والثبات فبهما يثمر كل مقام شريف وحال كامل . ولا تقوم شجرة العزيمة و الثبات الا على ساق الصبر . هذا الدري لتكون من عباد الله الصالحين بالصبر. وفيه تدبر آيات الصبر، ووقفات مع معانيها الراقية.
والعلم بثبوت هذين الوصفين مستقر في الفطر، والله تعالى له الأسماء الحسنى لا يفنى ولا يبيد ،إقرار بدوام بقائه سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27)) (الرحمن).