دورة الاستعداد لرمضان ١٤٤٤ | استنباط المزيد من الفوائد من حديث الاعرابي ووقفة مع قوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما قسم له شيء من الغنائم : ما لهذا تبعتك . فماذا تريد أنت؟
١٤٤٣دعوة لنتشبث بالقرآن في ظل تفلت الأيام وانقضاء الأعمار والآجال. عن عظمة القرآن وعزته، والاستماع إليه والاعتصام والاكتفاء به، والفزع إليه. والحذر من عدم الاستمساك به.
قال الله جل جلاله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. مقامات الناس ودرجاتهم عند الله، وكيف يكون عليها حسابهم. ثم تحذير من الربا، ومن الضلال بعد الهدى، والتلفت عن الله جل جلاله او إرادة غيره.
محاضرة تدلك على طريقةِ تحمّلك أمانة دين الله وكيفية نشرها.. محاضرة تنير لك الطريق إلى الله بكل معالمه، وتشرح لك كيف تنير لغيرك ذات الطريق.. فدونك الاستماع والاستفادة لعل الله يكتبك من الناجين.
قال صلى الله عليه وسلم: امسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك. ليكن همك الوحيد هو إقبالك على شانك والانزواء في بيتك إلا من قول خير أو فعل خير... تعلم من هذه الخطبة كيف يسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة
بعض الناس قد ينشر العلم ويعلم الناس وينفع الناس ثم لا ينتفع به لنفسه . فهذا لن ينتفع به في غيره لأنه لن يكون مخلصا . كذلك قد ترزق البصيرة ، ولكن الأهم ماذا ترى بها . التبصر غاية في حد ذاته . لذلك ذهب ابن القيم في شرح مراتب البصيرة بحيث تنتفع بها . فالبصيرة نور يقذفه الله في القلب فيرى به حقيقة ما جاءت به الرسل كأنه رأي عين فيتحقق انتفاعه بما دعت اليه الرسل وتضرره بمخالفتها . فينفتح في قلبه شاهد من شواهد الآخرة ويعرف ان هذه الدنيا ليست لها قيمة ولا قدر ، ويرى سرعة انقضائها والاخرة ودوامها . ومن حسن تدبر القران أن تقرأه بيقين ، أن ترى الآية وتشعر بها كأنها تحدث أمامك . ومراتبها البصيرة في الاسماء والصفات ، ثم الوعد والوعيد ، ثم الامر والنهي. والكلام عن اسماء الله وصفاته خطر لأنه يجب فهمها على مراد الله ونكف عن التكييف. ومراد الله من كثرة ذكر صفات الله في القرءان وفي السنة ان يجعل لقلبك صمدا يصمد اليه . ان تحس بوجود الله المحيط السميع العليم البصير . ولا يتأثر ايمانك بشبهة تعارض الوحي ، فالله محيط بلا تكييف ولا تسأل عن الكيف ، فإنه بدعة ولا تدركه الافهام . فتثبت الصفة ايمانا بقدرة الله وتصديقا له وتنزه الله عن التكيبف والتشبية والتأوييل والتعطيل . ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . وعقد هذا ان يشهد قلبك الرب مستويا على عرشه متكلما بأمره ونهيه . حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره ، الممالك بيده ، وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين . وتفاوت الناس في هذه البصيرة بحسب تفاوتهم في النصوص النبوية على قدر العلم والعمل . واضعف الناس بصيرة اهل الكلام ، اي الفلاسفة ، أو قل من يتكلم كثيرا . استلهموا البصيرة وانتفعوا بها . والله معكم ولن يتركم اعمالكم .
يقول الامام الطحاوي : ونرجوا للمحسنين من المؤمنين أن يعفوا الله عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ولانشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم