وقفات مع صفات العبد وكيف يكون سليم القلب مصطبغ بالرضا، راضيا بحسن اختيار الله له، حمل كله ومؤنته عن الناس وكف أذاه عنهم وصفه الصدق لا يعاتب ولا يخاصم، رفع له علم فشمر له فهو مع الله ولله وبالله.
قال الله جل جلاله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات. مقامات الناس ودرجاتهم عند الله، وكيف يكون عليها حسابهم. ثم تحذير من الربا، ومن الضلال بعد الهدى، والتلفت عن الله جل جلاله او إرادة غيره.
محاضرة تدلك على طريقةِ تحمّلك أمانة دين الله وكيفية نشرها.. محاضرة تنير لك الطريق إلى الله بكل معالمه، وتشرح لك كيف تنير لغيرك ذات الطريق.. فدونك الاستماع والاستفادة لعل الله يكتبك من الناجين.
قال صلى الله عليه وسلم: امسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك. ليكن همك الوحيد هو إقبالك على شانك والانزواء في بيتك إلا من قول خير أو فعل خير... تعلم من هذه الخطبة كيف يسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة
والعلم بثبوت هذين الوصفين مستقر في الفطر، والله تعالى له الأسماء الحسنى لا يفنى ولا يبيد ،إقرار بدوام بقائه سبحانه وتعالى ، قال تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ(27)) (الرحمن).
رمضان على الابواب ، ورغم أنه شهر رحمات وبركات ومغفرة وعتق من النار الا أنه خطر ، فمن ادرك رمضان ولم يغفر له فأكبه الله في النار . لذلك لابد ان تعتق رقابنا من النار في رمضان من خلال قصد التقرب وفعل التقرب وحال التقرب . والمصمم أن تعتق رقبته من النار ليأخذ اجازة عن عمله .. فالجنة تستحق .. والنجاة من النار تستحق .. فمن لم يستطع فالله يختص برحمته من يشاء .. فالمهدي يصلحه الله في ليلة .. كما بعض الناس ينصلح حاله في شهر وآخرين في سنوات .. فكيف تستمطر رحمات الله .. بالصدق .. انك ان تصدق الله يصدقك .. فالله أسرع من يرحم .. واول حاجة يجب ان تعرف الله ثم تهدي اليه طريقا يوصلك اليه . قال تعالى : ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم .. اعطى بعض الناس قوة بدنية ابتلاء .. واعطى بعضهم ذكاء ابتلاء .. وبعضهم مال ابتلاء . اي ان الله تعالى فتح لكل احد باب يوصله اليه ، واحسنهم من عرف مواهبه ومراد الله منه . فالتمس طريقه الذي يوصله لربنا ، فيحرق ظلمات الطبع بأشعة البصيرة . فيقوم بقلبه شاهد من شواهد الآخرة . فينجذب اليها بكليته فيعمل بالمأمورات الظاهرة والباطنة وينتهي عن المنهيات الظاهرة والباطنة . ثم يقوم حارسا على قلبه ولا يسامحه بخطرة لا ترضي الله تعالى ، فيصفو بذلك قلبه عن حديث النفس ووسواسها . فلا تزال همته عاكفة على أمرين ، استفراغ وسع القلب في صدق الحب .. فتغر عينه بالله .. ولن يعد يبالي بمن يحبه او يكرهه او يسخط عليه او يرضى عنه ومن يمدحه او يذمه من يعطيه ومن يمنعه . فهو في واد والدنيا كلها في واد . ثم استفراغ بذل الجهد في امتثال الأمر . هكذا يريدك الله . فلا يزال كذلك حتى تبدو عليه محبة السالكين ثم يترقى الى طلب حب محبوبه .. فيحصل له حال من قال عنهم كنت سمعه الى يسمع به وبصره الذي يبصر به . فأسرع طريق إلى الله هو العبادة واغلظ حجاب بينك وبينه هو الدعاوى .