كل ما نسأل الله هو تعبيد العقل ، فعبودية العقل هي العبودية الحقيقية . والنعم قد تبدو لك غير واضحة مشوشة ، لذلك ذكر المصنف رحمه الله كلمة ( تصفو ) . ومن ذلك أن نرى المنع عطاء ونعمة .. فإن الله الكريم لم يمنعك بخلا وإنما لطفا . ولنقف مع العنوان ، شيم بروق المنة .. شيم اي تلمح ، وبروق جمع برق .. البرق يكون في لحظات .. والمنة ما تعطاه بدون استحقاق منك ، فتلمح برق المنة وتشبث بها . وسحب الطبع التي تحجب رؤية النعم هي النظرة التشاؤمية للحياة ، وتهويل البلاء وتحقير النعم ، والتطلع لما في أيدي الناس ، والغرور والعجب والبطر ، والطمع والبغض والحسد. وتلك من معاصي القلوب والتي هي أخطر وأكبر من معاصي الجوارح . ولتهوين البلاء ينبغي على المبتلى ان يفهم ثلاثة أمور ، انها في دنياه وليست في دينه ، وانها اهون من غيرها ، وانها مكتوبة في ام الكتاب هكذا فلابد من وقوعها . ثم ترك النظر المحرم على العين وهو ليس فقط للعرايا ، ولكن نظرة الحسد والحقد و ... إلخ . والنظر لما في أيدي الآخرين مدخل للشيطان .. يزين لك ما في أيدي الناس وبين يديك خير منه ، وكما قيل ( اخبر تقله ) .. اي اعرفه على حقيقته تتركه وتنساه . فالزوجة نعمة وغيرها مما حرم الله تعالى عليك مصيبة وسبب إلى دخول النار . فما انت فيه منة من الله دون استحقاق منك .. ولابد من تذكر أصلك . فتلمح النعم المنسية ، واعرفها واعترف بها .. تأمل نعمة التنفس !! بتفاصيلها .. لو تأملنا أصغر نعمة سنموت ساجدين لله . الحمد لله على الأكل وعلى انه جل وعلا تركنا نأكل . اما علاج غشى وعوار وعمى البصيرة يكون بمعرفة النعم والاعتراف بها ، ونسبتها الى الله وحده جل جلاله فهو مسبب الأسباب ، والثناء بها على الله وشكرها . ناجي ربك بالاعتراف بهذه النعم بأدب وتعظيم وتوقير وامتنان واعتذر له عن التقصير واظهر عجزك عن شكرها.
استماع | |
عدد مرات التحميل | 583 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 69 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 13 ميجا بايت |
مواد ذات صلة