الاجتباء أن يصطفيك الله جل جلاله وينتقيك ويستخلصك ، وهو مختلف عن المراد ، فالمراد أول درجاته أن يعصم الله العبد وهو مستشرف للجفاء اضطرارا . فكيف تدخل دائرة الاجتباء ؟ . الاجتباء أوله كسبي وآخره وهبي ، فلابد من أن تسير درجة درجة لتحصيله . يقول الله جل جلاله : الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب . وقال تعالى : وما يتذكر إلا من ينيب . والتذكر فوق التفكر ، فالتفكر طلب والتذكر وجود . وتحصيل التذكر في ثلاث عناصر : الاستفادة من الموعظة بشدة الافتقار إليها فتحس أن هذا الكلام قيل لك انت خاصة ، والعمى عن عيب الواعظ وتذكر الوعد والوعيد . فالأصل أن يقبل الإنسان الحق من من جاء به كائنا من كان وان كان الشيطان . فالسنة في قراءة آية الكرسي كل ليلة ذكرها شيطان لسيدنا ابي هريرة رضي الله عنه وقال له النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب . ثم استبصار العبرة والظفر بثمرة الفكرة بقصر الأمل والتأمل في القرآن والتخلص من سموم القلب الخمسة والتي هي فضول المخالطة ، وفضول الأكل ، وفضول النوم ، والتعلق بالخلق . وهنا سؤال : هل يسلم المرء من الناس ، والإجابة لا . والحل أن تعلم أن الناس مقهورون مربوبون مربوطون بأقدارهم فترحمهم كي يرحمك الله جل ثناؤه . ومن مفسدات القلب ركوب بحر التمني ، والخطر فيه في كلمة سوف وحرف السين حين تقول مثلا سوف اتوب .. سأحفظ .. فقصر الأمل يدفعك للعمل مباشرة . ووقفات مع قصة يوسف عليه السلام ولطف الله عز وجل الخفي ، وان يوسف عليه السلام لما رأي إحسان الله عليه لم يوبخ إخوانه فذكر لهم ان الله عز وجل اكرمه بإخراجه من السجن الذي لم يكن اخوانه يعلمون عنه ، ولم يذكر ان الله اخرجه من الجب ، ثم قدم نفسه في نزغ الشيطان .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 499 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 226 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 16 ميجا بايت |
مواد ذات صلة