التألق في مدارج السالكين والمتعة الحقيقية وحلاوة الإيمان . ومراجعة منزلة اليقظة وأصل الترقي في المدارج في وقفة مع مقولة أن يستحكم العبد في مقام . فإن استحكام العبد في منزلة شرط لانتقاله للتي بعدها . ولهذا الاستحكام والتمكن أمثلة ، فإذا تمكن المرء من ترك تعلق قلبه بالانشغال بالدنيا وهموم الدنيا وانشغل بالله وبالآخرة . فُتِح له باب الأنس بالله . وإذا تمكن من حب الهدوء فتح له باب الحلاوة . فيجد حلاوة ولذة وراحة في العبادة والصلاة أضعاف ما كان يجده في اللهو والشهوات . فعندما يدخل في الصلاة يود لو أنها لا تنتهي . وإذا تمكن من ذلك فتح له باب حلاوة الاستماع لكلام الله تعالى ، فإذا سمعه هدأ باله واطمئن كما يهدأ الصبي في حضن أمه . فإذا تمكن من ذلك فتح له باب شهود عظمة الله حتى يستغرق في ذلك فيحس أن قلبه في عالم آخر غير الذي يعيش الناس فيه . فإذا تمكن من ذلك فتح له باب الحياء من الله ، وهو النور في القلب يجعله يستحيي من الله في خلواته وغيرها ، فيكون في دوام المراقبة لله تعالى . فإذا تمكن من هذا فتح له باب الشهود بالقيومية .. أن كل شيء قائم بالله . فإذا تمكن من ذلك فتحت له أبواب الخير . وفي مثال آخر بديع يقول ابن القيم : أول الطريق أن تهتدي إلى الله وتهتدي إلى طريق يوصلك إليه . فإذا صدق في ذلك رزق محبة رسول الله ، واستولت محبة النبي صلى الله عليه وسلم على قلبه ، حتى يصير قدوته وشيخه ويقرأ سيرته ويتبع هديه وسننه كأنه يعيش معه . فإذا رسخ في ذلك رزق فهم الوحي بحيث لو قرأ سورة فهم كل ما يخصه فيها . فإذا تمكن من هذا انفتحت في قلبه عين أخرى يوقن بها بصفات الرب عز وجل . فإذا تمكن من ذلك شهد قلبه الصفة المصححة لصفات الكمال لذلك . فإذا رسخ قلبه في ذلك فتح له مشهد المعية . فإذا تمكن من ذلك فتح الله عليه بعلو الهمة . ثم نقلة إلى منزلة الفكرة : تحديق القلب الي جهة المطلوب التماسا له .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 5134 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 121 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 13 ميجا بايت |
مواد ذات صلة