هذا الزمن عجيب ، متقلب تقلبا شديدا . كيف وقد كان يشكوا الإنسان منذ القدم من تقلب القلب .فكيف به الآن وهو يواجه تقلب القلب مع تقلب الزمان ! وتقلب الأحوال والظروف و ... إلخ . فتشعر وكأن الناس من كثرة هذه التقلبات يعانون الدوار . فتجد أكثر الناس في هذا الزمان وكأنه على وشك ان يسقط . والحل يكمن في التمسك بالله . ومع تلقائية الحل وعلم أكثر الناس به يقولون لك والعمل بالأسباب مأمور به . والحقيقة أن الأخذ بالأسباب مشروط بشرطين . أولا وبناء على أصول المنهج السلفي أن الأهداف يجب أن تكون مشروعة والأسباب الموصلة لها كذلك مشروعة ، فليس في منهجنا أن الغاية تبرر الوسيلة . والشرط الثاني ألا يتعلق القلب بالأسباب . ومن آفات هذا الزمن أيضا أن بعض الوسائل صارت أهداف ! . فالعلم الشرعي ليس غاية ، ولكن هو وسيلة للوصول إلى رضا الله وإلى الجنة . فسوء الفهم عند كثير من الناس جعلهم ينشغلون بصورة العلم عن العلم . لذلك فليس هدفنا من شرح كتاب مدارج السالكين الوصول إلى نهاية الكتاب ، ولكن لكي يكون وسيلة للوصول والانطلاق إلى الله تعالى . فالمراد من تحصيل اليقين والإنابة والإخبات والرضا وغيرها من المنازل والمدارج هو العمل بها . فالقوة العملية يجب ان تكافي القوة العلمية . فلا ينبغي العمل الا بعلم ، واذا علمت شيئا يجب ان تعمل به . فالعمل بجهل يؤدي الى الوقوع في البدع ، وعدم العمل بالعلم يؤدي إلى الوقوع في النفاق . وفيها خطر مسألة (ولكن) التي تهد ما قبلها وتؤدي للكسل والأمان ، ووقفة مع مقولة ابن الجوزي رحمه الله في الفرق بين العلم وصورة العلم ونماذج من عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسائر السلف عليهم الرضوان . وفهم السلف الراقي لأصول الدين ودعوة للاعتراف بالخطأ وتجنب المبررات وعدم التخوف إلا من الله تعالى والتوبة والصبر واليقين .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 468 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 158 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 14 ميجا بايت |
مواد ذات صلة