نحتاج أن نستشعر الإفاقة من الغفلة ، لأن الأيام تمر وانت تسير وتقترب إلى الجنة أو إلى النار . هذه الحلقات عن أعمال الإيمان وهي أخطر من أعمال الإسلام ، وهذه الدرجة الأولى من منزلة البصيرة وفيها أن من حق الله تعالى أن نعبده ونؤدي الشريعة يقينا ، فهو أعلم بنا وبما ينفعنا من علمنا بأنفسنا ويعلم سبحانه عاقبة الأمور . وشرع الله كله مصلحة للبشرية ، فيجب أن تؤديه بيقين ، وأن تغضب لله غيرة . وفي الحديث عن الغضب تفصيل يمهد له بأصول الأخلاق . يقول ابن القيم رحمه الله أن حسن الخلق يقوم على أربعة أركان وهي : الصبر والشجاعة والعدل والعفة . والصبر يحمله على تحمل الاذى ، وهو أصل سبعين خلقا من الأخلاق الحسنة ، في حين تحمله العفة على البعد عن جميع انواع الرذائل والقبائح وإليها يرجع خمسون خلقا من الأخلاق الحسنة . أما الشجاعة ( مهمة في زمن الجبن ) تحمل الإنسان على العزة والثبات والهمة و ... إلخ . والشجاعة لا تعلم ، فهي القوة الباطنة . والعدل يحمله على التوسط في الأخلاق . وتعود كل الأخلاق السيئة إلي الجهل والغضب والشهوة والظلم . فبالجهل يري الإنسان القبيح حسن والحسن قبيح . وبالظلم يضع الشيء في غير موضعه . والغضب يحمله على العدوان . ومن الناس من يتصف بالخلقين الذميمين في آن ، ومثال ذلك شخص عندما يتمكن يكون ظالم وطاغي ، وعندما يُتَمَكَّن منه يكون ذليلا . والأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضا ، والأخلاق السيئة كذلك تولد بعضها بعضا . فالسرقة مثلا تتولد من الكذب . فالإنسان خلق بأخلاق رديئة ابتلاء ليتزكى منها . ومن الناس من لديهم صفات حسنة جبلية . وقد يصعب تغيير الصفات التي طبعت على النفس ، ويكون الحل في توجيهها للدين مثل الحدة والسرعة .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 500 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 166 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 14 ميجا بايت |
مواد ذات صلة