في هذه المحن والبلايا يرتبك القلب . في المحن مناطق عمياء لا ترى فيها خيرة الله بجلاء . فالموفق يحتاج الى أناة الصبر حيث تصل حدقة عين القلب غاية حجمها الصحيح . ومع مزيد من الصبر تجد ما تحتاجه من الضوء . لترى الاشياء بوضوح . وعلامة حياة القلب التمييز بين المعاني والاحوال . فثمة فرق بين ان تعلم أن الله يراني وأن اشعر أن الله يراني . فالإحساس بذلك شيء آخر ، والقلب الحي يميز بين هذا وذاك . اما القلب المريض فلا يتذوق بصورة سليمة . والخطر اشد منه في الفهم الخاطئ من عدم الفهم . أما القلب الميت الجاهل فلا يحس ولا يمييز . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن . وذلك بالنظر الى ثوابها او لنيل مرتبة بها . فاذا نهض بهذا الإحساس اي الفرحة بالحسنة ودفعه الى مزيد من العمل ، وساءته سيته ودفعه ذلك إلى التوبة والاستغفار ومزيد من العمل الصالح ، فهذا يعني ان قلبه سليم . والقلب السليم هدف . قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم . والسليم هو الذي يتقبل اوامر الله بكل القوة والجد والحيوية . ولا حياة لهذا القلب ابدا الا بالقرآن . والمؤمن يقشعر جسمه من سماع القرءان ثم يلين . فما هو الايمان وما هي حقيقته وكيف اشعر به واستمتع . قال تعالى ولكن الله حبب اليكم الإيمان وزينه في قلوبكم . وفي الحديث ، ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان . وفي رواية من حديث آخر ذاق طعم حلاوة الايمان من رضي بالله ربا . فيصير الايمان مزين وحلو وله طعم حلو . وهناك خطر في العمل على تحصيل هذه اللذة والانشغال بها عن الله جل جلاله . ان هذه الملايين من المسلمين لن ينفعهم ان يستمعوا عن الاسلام ، ولا ان يعجبوا به حتى يعشوه ، ويعملوا به . ويعيشوا حقائقه . وفيها وصايا قيمة منها صحح عملك وحالك بالإخلاص وصحح الاخلاص بالتبرؤ من الحول والقوة ، وجرد الحول والقوة بمزيد من العمل ...
استماع | |
عدد مرات التحميل | 524 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 152 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 13 ميجا بايت |
مواد ذات صلة