منزلة الفراسة وثمراتها وكيف تقوى وتضعف، وكيف أن بني آدم كلهم قادرون على التوسم. وامثلة لفراسة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة وبعض السلف الصالح عليهم الرضوان. لقيت احدا كان نصرانيا واسلم فقلت له بماذا احسست حين اسلمت . فقال لي كأني كنت اعمى في بحر وفي يده الدفة فلما اسلمت ابصرت . هو داعية مشهور اسمه يوسف اسس . لما اسلم عرف اين يذهب بالدفة التي في يده . فاذا ابصر العبد زرق الفراسة . وهي ثمرة البصيرة ، فالبصيرة تنبت في ارض القلب الفراسة الصادقة . وهي نور يقذفه الله في قلب عبد يريده فيميز بين الحق والباطل والصادق والكاذب . ويزيد النور بزيادة مادته حتى يرى على الوجه والجوارح . ويتزايد حتى يرى على الكلام والأعمال . أما من لم يقبل هدى الله ويرفع له رأسا دخل قلبه في الغلاف والأكنة . وعميت البصيرة فحجبت عن حقائق الايمان . قال تعالى : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . الرين والران الحجاب الكثيف ، وعلى قوة البصيرة وضعفها تكون الفراسة . البصيرة تترتب على علم ، ولكن الفراسة بلا اسباب . واحيانا تكون فراسة وحشية مثلا تقع مرة لمن يراد له ان يسمعها . وفراسة الصادقين العارفين بأمره تعالى فلمعرفة طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وتحقيقها وتخليصها من الشوائب العالقة بها حين تلتبس الطرق . وكشف عيوب النفس وهذه اشرف انواع البصيرة والفراسة وانفعها للعبد في معاشه ومعاده . فمن أهم المهمات ان تعرف عيوبك . والخطر ان تعرف عيوبك متأخرا بعد فوات الاوان . فاذا تفرس العبد رزق القصد وصدق الارادة وصدق التأهب للقاء الله جل جلاله . واجمع النية والارادة على الهجرة الى الله . هو قصد يبعث على السلوك بلا توقف ولا تردد ولا علة غير العبودية . بلا رياء او سمعة او طلب محمدة او طلب منزلة عند الخلق . فالقصد ماض فلا يلقى سببا الا قطعه ولا حائلا الا منعه ولا صعوبة الا سهلها .
استماع | |
عدد مرات التحميل | 5188 |
تحميل فيديو | اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 157 ميجا بايت |
تحميل الصوت | اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 14 ميجا بايت |
مواد ذات صلة