81 - منزلة الإنابة

2357

ننوه على استمرار السير ، فإن الطريق إما صاعد أو نازل ، إذا وقفت وقعت وإذا وقعت فستقع في القاع . تجد كثيرا من الناس من يتوب ثم يرجع ويتوب ويرجع وهكذا. وكثرة المحاولات الفاشلة قد تصيب الإنسان باليأس ، والسبيل إلى الاستمرار هو دوام التعلم . ستظل تتربى وتتزكى إلى أن تموت . فلابد من الاعتقاد أننا دائما نحتاج للزيادة وتصحيح الايمان والاسلام . فإن شيخ الإسلام ابن تيمية مع عظمة علمه وعمله وزهده وجهاده وسيرته في الدعوة يقول ما معناه أنه يصحح اسلامه كل يوم منذ أربعين . ومن ظن غير ذلك كان اسلامه في خطر . تحدثنا في المحاضرة الماضية عن الاجتباء وأنه يكون إما ابتداءً من الله تعالى ، أن يصطفي الله عبده ويستخلصه ويختاره . وإما أن يسعى العبد لتحصيل الاجتباء وذلك بالتذكر والإنابة والهداية ثم الاجتباء . و هذا الدرس عن منزلة الإنابة في ثلاثة عناصر وهي : الرجوع إلى الحق إصلاحا كما رجع اليه اعتذارا ، والرجوع اليه وفاء كما رجع اليه عهدا ، والرجوع إليه حالا كما رجع إليه إجابة . لتعرف المعاملة لا بد أن تعرف مع من تتعامل . لذلك عندما تخطئ لابد أن تعتذر فإن الله يعلم كل شيء . وينبغي ان تعلم أن الله يحب أن يتملقه العبد . والرجوع إلى الحق إصلاحا كما رجع اليه اعتذارا يكون بالخروج من التبعات والتوجع على العثرات واستدراك الفائتات . فإن لكل خطأ تبعة كبرت أو صغرت ، والمشكلة في الخروج من التعبات قد لا يكون ذلك سهلا ، فإن الله قد يسامح في حقه ولكن لا يسامح في حق الغير . والرجوع إليه وفاء كما رجع إليه عهدا بعانصر منها التخلص من لذة الذنب . وقد حقق رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى درجات الوفاء مثل وفاءه لأمنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها .

استماع
عدد مرات التحميل 462
تحميل فيديو اضغط هنا لتحميل ملف الفيديو - 159 ميجا بايت
تحميل الصوت اضغط هنا لتحميل ملف الصوتي - 11 ميجا بايت

مواد ذات صلة